الخميس، يونيو 19، 2008

فواتير من د م


"الدم الآن صار وساما وشارة" أمل دنقل.
المكان: زاوية من زوايا العالم المنسية تسمى وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي.
الزمان: ديمومة من الصمت الجريح،أرخت يوم الأربعاء 7ماي 2008
الكلام: ما سيقال.
اللغة: حروف شوهاء تطلق ضحكة ساخرة.
المهنة: جسد سيصيرجثة يحترف البطالة مؤقتا.
الجنسية: ابن التراب والطين.
ستارة منزاحة ركح متهالك لا وجود للاضاءة,فقط العتمة ويبدأ العرض:
لا أعلم عتبات الكلام، ولا عناوين للولوج، فقط تجتاحني حمى من الصمت المميت، كلما أدمنت البكاء على جسد كنهر يحفراخاديده ليموت في إنكسار على شاكلة شلال يتيم ،تموت فيه الأشياء ترسبا،أنا الآن لا أسأل عن الأشياء، لم نولد لنسأل فمند الولادة لا نسأل،فقط أحملها أجوبة مشتهاة لوطن لا يبسط الهبات بل يبيع الحزن والألم والقمع النيئ في فواتير مضرجة بالشماتة والعهر والدماء، لوطن يذبح أبناءه ويستورد الغرباء، يقتل الأحلام والأفكار ويجهز على ما تبقى من نبضات وومضات وأحلام جريئة.
كم من الاحباطات و المخاوف والتوجسات التي نشعر بها كلما تطلعنا الى الأمام, فحجم المحظورات في تزايد مستمر، والقمع أكثر من أن يحتمل,فيبدو ثقيلا وهو يمسك بتلا بينا وتلابيب حاضرنا ومستقبلنا يستحيل معه إبصار الضوء الذي يبدو في نهاية النفق،هذاالضوء الذي أبصرته التنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة والمجموعة الوطنية للدكاترة المعطلين,أبصرته كسراب خادع وهي تلود بمبنى وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي جبرا للضرر ورفعا لمظلمة عصفت بهاته الأطر بعد مباراة سينمائية اعتمدت فيها أخر تقنيات الخداع والزيف والتزوير داخل استوديوهات الوزارة، بعد أن إستحال مقاضاتها،فكان إقتحامها أمرا طبيعيا وفطريا أمام تعنت الحكومة وتملصها من إلتزاماتها و محاضرها.
فما كان من أطر التنسيقية الوطنية إلا صب قنينات البنزين الحارق على أجسادهن كحل وحيد وأوحد بعد أن أصبحوا ممنوعين من كل شيء لا تلائمهم إلا إشارة قف بعد أن ثبت عدم جدواها في قانون السير فأصبحت صالحة لكل معطل ولكل مواطن.
لكن إخلاء مبنى الوزارة تم بشكل هستيري و أعمى وعنيف لم يسلم منه أي إطار وقد أسفر التدخل عن ضحايا وإصابات خطيرة غير مسبوقة وتم الاستعانة بالوقاية المدنية وخراطيم المياه لتفريق المعطلين، ومتاريس لحماية أمنيينا ،لا إطفاء لأجساد منهكة ولا إخمادا لنار قلوب أمهات المحترقين في معامل الموت .
من يطفئ من ؟ لا أدري,فنار القلوب مازالت تستعر لأطر مازالت تنتظر ومنذ الولادة تحتضر. "يا نار كوني بردا وسلاما""."

أشرف الفاضلي
مناضل ضمن التنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة

ليست هناك تعليقات: