الجمعة، مايو 30، 2008

جوابا عن سؤال السيد فؤاد علي الهمة: من نحن؟


جوابا عن سؤال السيد فؤاد علي الهمة: من نحن؟
من نحن سؤال بادره السيد فؤاد عالي الهمة في أول حوار أجراه مع ممثلي الأطر العليا المرابطة أمام البرلمان والتي اتخذت سبيل النضال رمزا لاستمرار كينونتها هذه الكينونة القديمة قدم التاريخ الاحتجاج ببلادنا .
إن ما يجعلنا نفكر في الرد علي هذا التساؤل المبني للمجهول هو ما يحمله في طياته من استنكار واستفزاز لهذه الفئة المعينة. كيف يغفل إذن أن نسأل عن هويتنا في الوقت الذي يعتبر إشكال العطالة والبطالة بالمغرب بؤرة توترية من البؤر الأولى والتي لها ارتباطات وثيقة بتطور المجتمع المغربي, وإشكاليته تضرب في عمق السياسة العامة للبلاد سواء تعلق بالأمر بالسياسة التعليمية أو التربوية كما أنها إحدى تحديات المغرب المستقبلي لما بعد خمسين سنة من الاستقلال!! وهو من يدفعنا بدورنا للتعجب والاستغراب من استفهام السيد علي فؤاد الهمة على أساس أن مرجعيته الفكرية ومشروعه التنموي والاجتماعي في حركته "لكل الديمقراطيين" تنبني أساسا على التقرير الخمسيني كما أن السيد وزير التربية الوطنية والسيد وزير التشغيل هما من أبراز أعضاء حركته.
أتساءل فقط، وبكل براءة سياسية كيف يعقل أن نكون فكرة في تصورك في حين أننا لبنة مهمة في مشروعك؟؟..

من نحن إذن؟ .. نحن أبناء هذا الوطن الذين رفضوا سياسة العصا والجزارة .. والذين هم مؤمنون بأن تاريخ المغرب وثقافته وثرواته ما ظهر منها وما بطن حق لهم ولكل المغاربة الأحرار لا لغيرهم من الجبناء والانتهازيين، وأنهم لن يهاجروا للضفة الأخرى من المحيط حاملين شهاداتهم مهداة على طبق من ذهب، أو يتخذوا قاربا من قوارب الموت بحثا عن المجهول .
نحن نمثل مختلف شرائح وفئات هذا الوطن الحبيب، نتحلى بكرامة من دافعوا على استقلاله من الاستعمار الفرنسي، ونتوق لمغرب حر حرية الفكر والضمير قبل الجسد.
نؤمن معك بمغرب الغد بمغرب أفضل، ونريد أن نرسخ ثقافة " البلد الجميل والأمين".
فامنحونا الأمل في الممكن .. مادمتم ترفعون هذا الشعار لتوجهكم الحداثي.
نحن نعلم علم اليقين أن الرسالة التي تحملونها إلينا رسالة نبيلة في عمقها، ولا بأس إن كانت مزينة بأفكار مكيافيلية، لأن السياسة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولأننا نقدر لك أنه ليس سهلا سيدي أن تنزع ثوب المخزن وأنقاضه، وتتوشح وشاحا تجديديا ديمقراطيا ذو بعد فكري يتخذ المغرب الحقيقي وجهة له.. ولكن في علم السياسة، كما لا يخفى عليك، هناك أشياء يجب إشباعها قبل احتراقها...وما هو استعجالي لهذه الأطر هو إدماجها في سلك الوظيفة العمومية ‘إدماجا فوريا مباشرا، وبلغة الحساب هذه الأطر تتراوح أعمارهم بين 30سنة وما فوق وهي مرحلة حساسة يكون من المفروض أن يتم فيها البناء.. وهذه الفئة لم تعد تحتمل طاقاتها لا حلا في القطاع الخاص أو غيره، يمكن لهذه الرؤيا المقاولاتية أن تزرعوها في الشباب القادم، شباب العشرينيات وأن تصغوا لهم قطاعا خاصا مهيكلا لا قطاعات تنتهي بوصمات عار كالمحرقة الأخيرة التي ذهب ضحيتها مآت من الشباب، بسبب عدم المسؤولية والتأهيل للقائمين على هذا القطاع، والذي هو الآخر جزء لا يتجزأ من دمقرطة شمولية، لقد صلينا عليه في التنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة والمجموعة الوطنية للدكاترة المعطلين صلاة الجنازة، وشيعناه لمثواه الأخير.
نحن من تنتظرهم سيدي عائلاتهم بسؤال يومي متكرر، ونظرة تحمل الكثير من الألم الممزوج بالأمل... منا من استعر من هذه العطالة، وعاهد نفسه ألا يعود أدراجه إلا وهو يحمل معه خبرا سعيدا ينسي أسرته مرارة الانتظار.. واكتفى بشظف العيش في العاصمة الإدارية بغلاء أسعارها وبمفارقتها اليومية، بفيلاتها ومنازلها القصديرية، بسياراتها الفارهة وحافلاتها المهترئة، و في كل ليلة يتوسد أحزانه أملا في الله بأن يفرج كربته بعد يوم من الإهانة من طرف "السيمي" و"القوات المساعدة" وما أدراك كيف هي "هراواتهم"
سيدي .. منا من يترك أطفاله ويعود إليهم ليستفسرونه عن شيء لا يفهمونه، لكنهم يشعرون بحسهم البريء أنه يؤلم أباهم أو أمهم. وهناك أطر عليا نساء اخترن هذا الطريق رغم مرارته، متحملات مشاق السفر اليومي لإيمانهم القوي أنه حقهن، وأنه لابد أن يكن مثالا إيجابيا لأبنائهم، حتى وإن كان هذا الحقل الملغم يضعهن قي اختيارات مصيرية. لكنهن مصرات على أن ما حققته المرأة من حقوق تحت الضمانة الفعلية لأعلى سلطة بالبلاد، لا بد وأن يتوج بحقهن في وظيفة محترمة تضمن لهن الحق الكرامة, تخيل معي أطرا عليا في مختلف التخصصات تتعرض للضرب اليومي أمام مجلس النواب، وتتحول إلى صور تذكارية للجرائد والمجلات الوطنية والدولية! ألن يفقد هذا المنظر الرهيب والكئيب الثقة في الدولة ؟! ألن يدفع ذلك للتساؤل عن المصير والتحدي السياحي ل2010في.. ألن وألن؟؟؟
ليس من حق مسؤولينا أن يظلوا حبيسي كراسيهم، بل واجب عليهم تحسس معاناة هذه الأطر، والتي ما هي إلا صورة مصغرة لهذا الشعب وإن كنا تحت منقضى زهرة شبابه في بحث علمي يسأل عن تواجدنا وفي الرباط... من سيعلم بمصير الذين يقضون ليالهم في الشوارع تائهين جائعين ومن سيتحدث باسم الذين يمشون مسافات طويلة في المغرب الآخر للحصول على قطرة ماء, ومن سيعلم بالذين يموتون يوميا بسبب البرد وقلة التطبيب من ومن...
إننا إذا لم نوحد جهودنا جميعا شعبا ومسؤولين لتحقيق المغرب الممكن ستظل كل الخطب حبرا على ورق، وكلمات تنتهي بانتهاء كل ولاية تشريعية، نحن يدنا طاهرة فامدد لنا يدك بصفة رسمية وبقرارات جريئة وبوساطة إيجابية تجعلنا نعيد الثقة في مسؤولي هذا البلد كي لا تتكرر مهزلة الانتخابات السابقة. كن على يقين أن ذاكرة التاريخ لا تنسى وأننا باتحاد جهودنا سنحقق المستحيل فهل علمتم سيدي الآن من نحن؟! ...
أم هبة
معطلة ضمن التنسيقية الوطنية للأطر العليا المعطلة.

ليست هناك تعليقات: