الاثنين، أبريل 28، 2008

اسمعوا هتافات الزمن المر....


تذكر دائما أنك أيها الإنسان الأصيل منبعا لجمال الروح المتواضعة المنغرسة في تلابيب الحياة، مسلحا بكلماتك الرقيقة الذائبة في ذاتك، بيد أن هناك أناسا يهتفون هتافات لاتليق بزماننا، هتافات أكبر من حجم هذا الزمن المر، تربك لدينا خلية التفكير الجاد الموصل إلى بر الأمان والاستقرار ، ذلك أنه من باب الحكمة التواصلية أن نسمع ما يقال رغم رداءته ، لا أن نتكلم في الوقت الذي يتكلم فيه الآخرون. تلكم مأساة الحوار المتلذذ بآلام طبقة لطالما أَنْصَتَتْ ولم يُنْصَتْ إليها، حتى يحسب البعض أنها " مغضوب عليها " من لدن الحكومة، تلكم الأطر العليا المعطلة تندد وتجهر بأصواتها لتقول عبر اتجاه واحد " لا لتهميش كفاءات البلاد وإقصائها " عفوا يا سادة حكومتنا " لا لهتافات ترفعونها في زمن مر لا طعم لكلام الوعود فيه " تبيعون الزيف لأبناء الوطن وتتغذون على آمالهم الصغيرة المرتبطة بأحلام وردية لا ترقى إلى ملايين البليارات المصروفة في تفاهات يغضب منها زماننا، حتى أننا تمنينا لو وجدنا في زمن آخر لا يهدر فيه مال ولا يُجْهَزُ فيه على حق ولا يوجد فيه معطل . تلكم مأساة تدبير المال وتسييره ، أمن الحق أن يصرف أكثر من مليار سنتيم لمطربة في ليلة غناء واحدة لا شك أنها قد أضافت إلى التنمية " بشكل عكسي " الشيء الكثير، أمن الصواب أن تصرف الملايين – أيضا – من أجل عناصر " القوات المساعدة" بهدف تكسير عظام المعطلين أمام البرلمان وفي شارع محمد الخامس بالرباط الذي يمكن لجميع الفنانين الذين تستهويهم المسرحيات الواقعية أن يأتوا لمشاهدة العرض الذي يتكرر كل يوم عبر أجساد ودماء واقعية ليست من صنع السينما أو التلفزيون ، أمن الحق – أيضا – أن نرى نواب الأمة في الواجهة الأمامية للبرلمان يشاهدون ما ينافي خطاباتهم التي يتضح مع مرور الوقت أنها جوفاء ، يشاهدون تلك العصا الإسبانية الغليظة تهوي على أجساد الأطر العليا المعطلة المغربية التي تعتز بوطنيتها رغم الجراح والآلام دون أن تنتبه لذلك ولشعارات هؤلاء الأطر القوية
توظيفي توظيفي توظيفي هو حقي ومرادي
نحن أبناء هذا الوطن هذا الوطــــن
بما نعانـــــي من المحن من المحــــن
إنا حلفنا القسما ألا نبقى في العطالة
فهل يحق لنواب هذه الأمة أن يتباهوا بهتافات غريبة في زمن مر لا طعم فيه إلا مأساة وجراح وتعدي على حقوق بمجموع يساوي العصا بنسبة 100% أمام البرلمان ، والنتيجة هي : تكسير العظام وإجهاض الحوامل وإفقاء العيون، حيث ترى قادة الأمن تصدر أوامرها المصاحبة بكلمات نابية وفاحشة - تخجل الآذان الأصيلة من سماعها – بالزيادة من حجم القوات لتواجه ما يسمونه في المنظومات المتآكلة بالعدو الدائم – أي الإطار المغربي – كما يتلفظ آخر باللامنطق السائد في مواجهة ملف العطالة بالمغرب " أزح هؤلاء من هذا المكان ولا تُبْقِي أيا كان بأي طريقة كانت " وكأنهم ليس لهم مكان في وطنهم ، فهل تكسير عظام المعطلين صناعة جديدة يودون تصديرها إلى الخارج ، أم مشروع يريدون من خلاله تربية الأجيال الصاعدة عليه، أم هي سياسة ممنهجة في حل إشكاليات ملف العطالة بالمغرب ؟؟ !! ...هي – إذن – جدلية السؤال والجواب في زمن مر ليس لمرارته حدودا أو تشكيلات معينة ومحددة سلفا، فلتسمعوا أيها الأطر العليا المعطلة في كل يوم أسطوانات هتافات الزمن المر من أناس حبهم الشديد كلاما منمقا مزوقا ، حتى نجد عسلا أو سكرا نضيفه إلى هذا الزمن كي يصبح حلوا بكل المقاييس
نورالدين لحميدي التنسيقية
docteur-let@hotmail.com

ليست هناك تعليقات: